بثقة وابتكار.. تطبيقات صوتية سعودية تقود التحول الرقمي في 2025

تطبيقات صوتية سعودية
كتب بواسطة: سارة الغامدي | نشر في 

في ظل التحول الرقمي الذي تشهده المملكة، برزت تطبيقات صوتية سعودية كأدوات ذكية تسهم في تعزيز تجربة المستخدم وتسهيل وصوله إلى الخدمات اليومية. تعتمد هذه التطبيقات على تقنيات حديثة تُمَكِّن المستخدمين من التفاعل مع الأجهزة والتطبيقات دون حاجة للكتابة. ومع رؤية 2030، يُلاحظ نمو كبير في دمج البحث الصوتي ضمن مجالات عديدة مثل التعليم، الصحة، التجارة، وغيرها. في هذا المقال، نستعرض أبرز التطبيقات، التحديات التي تقف أمامها، وفرص التطوير والتجديد.

 

التطور الملحوظ في تقنيات البحث الصوتي

 

يفيد تقرير حديث بأن حجم سوق الذكاء المحادثي في السعودية من المتوقع أن يرتفع من 122.4 مليون دولار في عام 2024 إلى ما يزيد عن 1.6 مليار دولار مع حلول عام 2033. ويعكس هذا النمو التوسع الكبير في اعتماد المملكة لتقنيات البحث الصوتي عبر القطاعات المختلفة، ويدعم ذلك سياسات التحول الرقمي في السعودية. وتلعب تقنيات البحث الصوتي دورًا كبيرًا في تحسين وصول المستخدمين للخدمات الرقمية، خصوصًا بالنسبة لبعض الفئات التي لديها صعوبات مع الكتابة، مثل ذوي الاعاقات وكبار السن.

 

 

SauTech.. التعرف على اللهجات

 

يُعتبر نظام SauTech واحدًا من الإبتكارات السعودية المهمة في مجال الذكاء الصوتي وفهم اللهجات المحلية. وقد تم إطلاقه بالشراكة بين SDAIA وNCAI وSCAI في العام 2022، ويدعم هذا النظام العديد من اللهجات سعودية المتعددة مثل الشرقية والنجدية والحجازية وغيرها. ويمتاز SauTech بدقة عالية تفوق 8-9% إذا ما تمت مقارنته بأنظمة التعرف الصوتي الأخرى، ويلتزم بتخزين البيانات داخل المملكة ليضمن أعلى معايير الخصوصية. وتوظف تقنيات SauTech في عدة مجالات مثل الخدمات البنكية، مراكز الاتصال، تطبيقات الطوارئ، وتحليل المكالمات.

 

دمج خاصية البحث الصوتي في التطبيقات

 

بدأت عدد من البنوك مثل البلاد والرياض وشركات الاتصالات مثل STC في اعتماد خاصية البحث الصوتي في تطبيقاتها، بهدف تحسين تجربة المستخدم وزيادة السرعة في الوصول للخدمات. يستطيع المستخدم الآن أن يستعمل عن الرصيد، يسدد الفواتير، أو يتحدث مع الدعم الفني من خلال الأوامر الصوتية. قامت كذلك مكتبة جرير، ومتاجر Extra، وهايبر، وهرفي، بدمج تقنية البحث الصوتي في تطبيقاتها، وذلك من أجل تحسين تجربة التسوق الإلكتروني وجعل التفاعل مع التطبيقات أسرع وأكثر واقعية.

 

 

السفر والتنقل من خلال الأوامر الصوتية

 

اعتمدت عدة تطبيقات مثل Careem وAlmosafer خاصية البحث الصوتي بهدف تسهيل وتسريع عمليات الحجز والاستعلام عن الرحلات. وكذلك الأمر بالنسبة لشركات الطيران مثل الخطوط السعودية والمطاعم مثل ألبيك ودومينوز فقد ضمنت ميزات صوتية لتسهيل طلب الخدمات أثناء التنقل أو الانشغال.

 

تطبيقات صوتية سعودية

 

هل توجد تطبيقات صوتية  سعودية؟ ظهرت العديد من التطبيقات المتخصصة في المحتوى الصوتي مثل:

1. تطبيق "رتيل": يساعد التطبيق المستخدم في التعرف على سور القرآن والقُراء عبر الاستماع، ويتضمن ميزات أخرى مثل أوقات الصلاة والتنبيهات اليومية للأذكار. والتطبيق متاح على كل من Apple وGoogle Play.

2. تطبيق “وجيز”: يُعد مكتبة صوتية تضم ملخصات كتب، بودكاست، روايات وقصائد، وتُقدم STC من خلاله محتوى صوتي مختصر للكتب والروايات مصمم خصيصًا للأشخاص المهتمين بالقراءة السريعة.

 

تحويل الصوت إلى نص

 

قامت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) بالتعاون مع الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (SCAI) بإطلاق تطبيق "صوتِك" الذي يوفر إمكانية تحويل الكلام إلى نص مكتوب بصورة فورية، وهو تطبيق مفيد جدًا في مجالات التعليم، الصحة، والاجتماعات الرسمية، وغيرها. يستطيع التطبيق أن يتعرف على اللهجات بمستوى عالٍ من الدقة حتى في الأجواء المليئة بالضوضاء، وهذا يوسع من نطاق استخدامه.

 

مساهمة الشركات الناشئة في تطوير تقنيات اللغة العربية الصوتية

 

توجد شركات ناشئة تهتم بتطوير تقنيات اللغة العربية الصوتية، ومن أبرزها شركة "مقسام" التي قامت بتطوير مساعد صوتي ذكي قادر على فهم مختلف اللهجات العربية، ويتم استخدامه في الرد على مكالمات العملاء. واهتمت شركات أخرى بتطوير أدوات لتحليل مشاعر العملاء عبر الصوت، ومنصات تعليمية تفاعلية تعتمد على المحتوى الصوتي، وهذا يساهم بشكل كبير في تطوير بيئة تقنية متكاملة داعمة للغة العربية.

 

 

ما هي تحديات البحث الصوتي في السعودية؟

 

على الرغم من التطور الكبير في هذا المجال، لا تزال توجد تحديات بحاجة إلى معالجة، وتتضمن:

  • صعوبة التمييز الدقيق بين لهجات متعددة في ظروف صوتية متغيرة.
  • المخاوف المرتبطة بخصوصية البيانات الصوتية والحاجة إلى تخزينها داخليًا بأمان.
  • صعوبة تقبل بعض المستخدمين لفكرة تحدثهم في أماكن عامة. 
  • الحاجة إلى تطوير واجهات تفاعلية مناسبة للجميع، سواء عبر الصوت او النص.

 

الحلول والاستراتيجيات المستقبلية

 

من أجل مواجهة هذه التحديات والصعوبات، يمكن الاعتماد على عدد من الحلول، وتتضمن:

  • العمل على تدريب النماذج على بيانات صوتية متنوعة تعبر على كافة  لهجات المملكة لزيادة دقة الفهم والاستجابة.
  • دعم  التكامل بين الحكومة والشركات الناشئة في قطاع التقنيات الصوتية.
  • وضع سياسات واضحة تضمن حماية خصوصية المستخدم.
  • إنشاء واجهات استخدام مرنة تتلائم مع الاستخدام في مختلف البيئات، سواء المنزل أو الأماكن العامة.
  • العمل على نشر التوعي بالفوائد الكبيرة للبحث الصوتي وسهولة التعامل معه.

 

الأسئلة الشائعة

 

هل في مساعد صوتي سعودي رسمي مثل سيري أو أليكسا؟

لا، حتى الآن لا يوجد مساعد صوتي سعودي رسمي بنفس مستوى سيري أو أليكسا، لكن  هناك تطبيقات سعودية بدأت في ادخال للأوامر الصوتية، ويستخدم بعضها الذكاء الاصطناعي.

هل ممكن أطلب من التطبيق بصوتي بدون أكتب شي؟

نعم، يمكن الطلب من التطبيق بالصوت بدون كتابة شيء إذا كان التطبيق يدعم الأوامر الصوتية. يتيح لك التطبيق إمكانية التحدث مباشرة دون كتابة، وتعتمد الجودة على التطبيق نفسه ودرجة فهمه للغة.

هل الأوامر الصوتية آمنة؟

يعتمد ذلك على أمان التطبيق نفسه، من الأفضل استخدام تطبيقات رسمية ومضمونة ومراجعة الصلاحيات الممنوحة للمايكروفون.

هل أحتاج إنترنت عشان يشتغل المساعد الصوتي؟

نعم، تحتاج غالبية المساعدات الصوتية إلى الاتصال بالإنترنت، وذلك بسبب اعتمادها على خوادم خارجية تُستخدم في تحليل الصوت وفهمه.

 

الخاتمة

 

النمو في استخدام التطبيقات الصوتية السعودية من المتوقع أن يستمر، وذلك من زيادة استخدام الأجهزة والمساعدات الذكية مثل Siri وGoogle Assistant والتي بدأت في دعم اللغة العربية. وبتوفر حلول محلية بمستوى عالٍ من الدقة مثل SauTech، ستصبح التجربة الصوتية أكثر توافقًا مع تفضيلات واحتياجات المستخدم السعودي. إضافة إلى ذلك، فقد بدأ القطاع الاستثماري في المملكة العربية السعودية بتقديم الدعم الكبير لهذه الشركات، مما يعزز من مكانة المملكة كبيئة مشجعة للابتكار في مجال الذكاء الصوتي.

 

الرئيسية | من نحن | تواصل معنا | اتفاقية الاستخدام | سياسة الخصوصية