البحرين العمل عن بعد.. استجابة استراتيجية للتطورات الإقليمية

البحرين العمل عن بعد
كتب بواسطة: هنادي أحمد | نشر في 

في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتصاعد فيه التحديات الإقليمية، لم تعد الحكومات تملك رفاهية الانتظار أو التردد، بل باتت مجبرة على اتخاذ قرارات حاسمة لحماية أمنها واستقرار مؤسساتها. وفي هذا السياق، برزت مملكة البحرين كواحدة من الدول الخليجية التي تعاملت بذكاء ومرونة مع التوترات المحيطة، عبر تفعيل نظام "البحريو العمل عن بعد" بنسبة 70% في الوزارات والهيئات الحكومية. هذا القرار، الذي دخل حيّز التنفيذ بدءًا من يوم الأحد 22 يونيو 2025، لم يكن مجرد إجراء احترازي بل خطوة استراتيجية تكشف عن وعي إداري ورؤية مستقبلية تتماشى مع مفاهيم الحوكمة الرقمية واستدامة العمل المؤسسي.

في هذا المقال، نُسلّط الضوء على حيثيات هذا القرار وأبعاده، ونحلل سياقه الإقليمي والدولي، ونتناول انعكاساته على القطاعات المختلفة، مع مقارنات بدول مماثلة، وقراءة في التحديات والفرص التي يتيحها تطبيق هذا النموذج من العمل في ظل الأزمات.

البحرين العمل عن بعد في ظل التطورات الإقليمية

تزامن القرار البحريني مع تصاعد حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا بعد الإعلان عن تنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية ضربات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية. هذا الحدث الخطير لم يمر دون تأثير على الدول المجاورة، إذ تُعدّ البحرين حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة وتستضيف الأسطول الخامس الأمريكي، مما يجعلها ضمن دائرة التأثر المباشر بأي تصعيد عسكري في المنطقة.

اقرأ أيضا 

تردد ام بي سي مصر

واستجابة لذلك، أعلن جهاز الخدمة المدنية البحريني، وفق بيان رسمي نقلته وكالة أنباء البحرين (بنا)، عن تفعيل العمل عن بُعد بنسبة 70% في مختلف الوزارات والأجهزة الحكومية، مع استثناء القطاعات التي تتطلب تواجدًا ميدانيًا كقطاعات الأمن والصحة وبعض الخدمات الحيوية. وأشار البيان إلى أن القرار جاء في إطار ما تقتضيه متطلبات السلامة العامة، وبما يضمن استمرارية العمل الحكومي مع تقليل المخاطر على الموظفين والمراجعين على حد سواء.

البنية التشريعية والإدارية الداعمة للقرار

تملك البحرين بنية تشريعية وتنظيمية تُمكنها من تنفيذ نظام العمل عن بعد بفعالية، خاصة بعد تجربة جائحة كورونا التي دفعت العديد من الدول إلى تطوير أطر العمل الرقمي. وقد حرصت الجهات الحكومية على تعزيز البنية الرقمية وتطوير المنصات الإلكترونية التي تتيح للموظفين أداء مهامهم بكفاءة، دون الحاجة إلى التواجد الفعلي في مقار العمل.

ومنذ عام 2020، اعتمدت البحرين استراتيجية التحول الرقمي، وشجعت على استخدام التقنيات الحديثة في العمل الحكومي، ما جعلها في وضع متقدّم لتطبيق نماذج العمل عن بعد في حالات الطوارئ والأزمات. كما أن تجربة العمل الهجين التي طبقتها بعض المؤسسات خلال السنوات الماضية، ساهمت في رفع جاهزية الكوادر الإدارية والفنية على حد سواء.

قطاع التعليم وتحول شامل إلى المنصات الرقمية

لم يكن قطاع التعليم في منأى عن هذه الإجراءات، إذ أعلنت وزارة التربية والتعليم البحرينية عن تفعيل نظام التعليم عن بعد في كافة المراحل الدراسية، من رياض الأطفال إلى الجامعات. وشددت الوزارة على ضرورة استخدام المنصات الرقمية في العمليات التعليمية، مع توفير الدعم الفني والإداري اللازم للمؤسسات التعليمية.

وقد كشفت الوزارة عن خطة معتمدة تضمن استمرار سير العملية التعليمية بجودة عالية رغم الظروف الاستثنائية، كما دعت المؤسسات إلى التواصل مع الوزارة ومجلس التعليم العالي عبر القنوات الرسمية المعتمدة، للحصول على الدعم اللازم في إدارة الأنشطة التعليمية عن بعد.

ويمثل هذا التحول الرقمي في التعليم تجربة رائدة تعزز من قدرة البحرين على مواجهة الأزمات، وتفتح المجال أمام تبني نماذج تعليم مرنة وأكثر تكيفًا مع المتغيرات المستقبلية.

التحديات المتوقعة وكيفية التعامل معها

رغم الجوانب الإيجابية للقرار، إلا أن هناك مجموعة من التحديات التي يجب أخذها بعين الاعتبار، أبرزها:

1. البنية التحتية الرقمية: رغم التقدم الكبير، إلا أن بعض المناطق قد تفتقر إلى الإنترنت عالي السرعة أو الأجهزة المناسبة للعمل والتعليم عن بعد.

2. حماية البيانات والمعلومات: تفعيل العمل الرقمي يفرض تحديات أمنية تتطلب حلولًا تقنية وتشريعية لحماية خصوصية المستخدمين وبيانات المؤسسات.

3. قياس الأداء والإنتاجية: تتطلب آليات جديدة لقياس مدى التزام الموظفين وتقييم إنتاجيتهم في ظل العمل عن بعد.

4. التأثير النفسي والاجتماعي: العزلة المكانية قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للموظفين والطلبة.

ورغم هذه التحديات، إلا أن البحرين قد أظهرت مرونة عالية في التعامل مع المتغيرات، من خلال توفير خطوط دعم فني ومهني، وتقديم دورات تدريبية للموظفين، وتطوير الأنظمة الإلكترونية بشكل مستمر.

مقارنة إقليمية ودولية

في مقارنة سريعة، نلاحظ أن البحرين ليست الدولة الوحيدة التي اتجهت نحو العمل عن بعد في ظل التوترات الإقليمية، فدولة الإمارات العربية المتحدة طبقت في ظروف مشابهة نظام العمل عن بعد في الوزارات بنسبة تراوحت بين 50% إلى 100% حسب طبيعة المهام، كما أن سلطنة عُمان لجأت إلى النموذج ذاته خلال بعض الأزمات الصحية والبيئية.

أما على المستوى الدولي، فقد كانت دول مثل إستونيا والدنمارك واليابان من أوائل الدول التي أسست بنى تحتية قوية لدعم العمل عن بعد، حتى قبل الجائحة، وذلك في إطار تعزيز التحول الرقمي وتحقيق التوازن بين العمل والحياة.

وما يميز التجربة البحرينية هو سرعة الاستجابة ووضوح القرار، فضلًا عن شمولية القطاعات التي دخلت في نطاق العمل عن بعد، خاصة قطاع التعليم، مما يعكس رؤية استراتيجية متكاملة.

الفرص المستقبلية التي يتيحها القرار

يفتح قرار "البحرين العمل عن بعد" الباب أمام العديد من الفرص التي يمكن البناء عليها مستقبلاً، ومنها:

1- تقليل التكاليف التشغيلية للمؤسسات الحكومية.

2- تخفيف الضغط على البنية التحتية المرورية والمواصلات.

3- زيادة الإنتاجية في بعض القطاعات التي يتفوق فيها الموظف من المنزل.

4- تشجيع السياسات المرنة في التوظيف.

5- دعم الاستدامة البيئية من خلال تقليل الانبعاثات الناتجة عن التنقل.

كما يساهم هذا النموذج في تعزيز جاهزية الدولة للتعامل مع أي طارئ مستقبلي، سواء أكان صحيًا أو أمنيًا، ما يجعل من البحرين نموذجًا إقليميًا يمكن الاحتذاء به.

هل يمكنني العمل عن بعد في البحرين؟

نعم، البحرين تُتيح العمل عن بُعد خاصة في القطاعات الحكومية، وقد فُعّل بنسبة 70% في الوزارات والهيئات في يونيو 2025 كإجراء طارئ. كما بدأت شركات خاصة بتبنّي أنظمة العمل المرن والهجين، خصوصًا في قطاعات مثل: البرمجة، التصميم، التسويق الرقمي، خدمة العملاء، والتعليم الإلكتروني.

ما هي المهن المطلوبة في البحرين؟

تشمل أكثر المهن المطلوبة:

1- التمريض والوظائف الطبية

2- تكنولوجيا المعلومات

3- الهندسة الميكانيكية والكهربائية

4- المحاسبة والمالية

5- المعلمون والمشرفون التربويون

6- التسويق والمبيعات

7- عمال الإنشاء والصيانة

8- سائقي الشاحنات والسيارات الخاصة

ما هو راتب العمل عن بعد في البحرين؟

الراتب يختلف حسب طبيعة الوظيفة، لكن بشكل عام:

1- وظائف الدعم الفني وخدمة العملاء: من 250 إلى 450 دينار بحريني شهريًا

2- وظائف البرمجة والتقنية: من 600 إلى 1500 دينار بحريني

3- وظائف التعليم عن بُعد: من 300 إلى 700 دينار

4- العمل الحر عبر الإنترنت (Freelance): يعتمد على العقود والمهام

كيف أحصل على عمل في البحرين؟

يمكنك التقديم عبر:

1- مواقع التوظيف (مثل: Indeed Bahrain، LinkedIn، وظفني، بيت.كوم)

2- التواصل مع شركات بحرينية مباشرة عبر مواقعها الرسمية

3- التقديم من خلال وزارة العمل البحرينية للباحثين عن العمل داخل المملكة

4- التقديم عبر سفارات البحرين أو مكاتب الوساطة القانونية المعتمدة في بلدك

وظائف أون لاين من المنزل

تشمل هذه الوظائف:

1- إدخال البيانات

2- خدمة العملاء والدعم الفني

3- تدريس أونلاين (اللغة، البرمجة، الرياضيات)

4- كتابة المحتوى والترجمة

5- التسويق الإلكتروني وإدارة منصات التواصل

6- التصميم الجرافيكي

وظائف لليمنيين في البحرين

يمكن لليمنيين التقديم على وظائف في قطاعات مثل:

1- المطاعم والخدمات

2- الأمن الخاص

3- البناء والنجارة

4- التسويق والمبيعات

5- التعليم في المدارس الخاصة

ويُشترط غالبًا الحصول على تصريح عمل وكفيل بحريني.

فرص عمل في البحرين للمغاربة

تُتاح فرص للمغاربة في:

1- الضيافة والفنادق

2- التسويق والمبيعات

3- الميكانيكا وصيانة السيارات

4- العمل الإداري والخدمات المكتبية

5- التعليم (خصوصًا اللغة الفرنسية والإنجليزية)

فرص عمل في البحرين للسودانيين

السودانيون يجدون فرصًا في:

1- التمريض والمهن الطبية المساندة

2- المحاسبة والشؤون المالية

3- العمل الصناعي والميكانيكي

4- أعمال الصيانة والكهرباء

5- التدريس في المدارس الدولية والخاصة

فرص عمل بالبحرين للمصريين

تشمل الفرص:

1- الهندسة (مدني، كهرباء، ميكانيكا)

2- التمريض والأطباء

3- المبيعات والتسويق

4- المحاسبة

5- الطهاة والعمالة الفندقية

6- المعلمين والمعلمات خصوصًا في المدارس الدولية

تقديم وظائف

يتم من خلال:

1- مواقع التوظيف الرسمية

2- إرسال السيرة الذاتية للشركات مباشرة

3- التسجيل في معارض التوظيف

4- زيارة مكاتب التوظيف المعتمدة

5- متابعة إعلانات الوظائف عبر الصحف والمواقع الحكومية البحرينية

العمل من المنزل

البحرين تدعم هذا النوع من العمل في:

1- الوظائف التقنية والتعليمية

2- خدمة العملاء عبر الإنترنت

3- الأعمال الإدارية التي لا تتطلب حضورًا

4- تصميم الجرافيك وإنتاج المحتوى

5- التسويق الرقمي

وظائف لدى شركات

تشمل:

1- شركة بابكو النفطية

2- طيران الخليج

3- مستشفيات البحرين (مثل مستشفى الملك حمد)

4- شركة زين للاتصالات

5- DHL البحرين

6- البنوك مثل بنك البحرين الوطني وبنك الخليج الدولي

وظيفة شاغرة

يمكنك متابعة الوظائف الشاغرة من خلال:\n- موقع وزارة العمل البحرينية\n- الصحف البحرينية اليومية (مثل الأيام، الوطن، أخبار الخليج)\n- منصات LinkedIn، وظفني، Indeed، GulfTalent

مواقع توظيف

أهم المواقع:

1- bayt.com

2- linkedin.com

3- naukrigulf.com

4- indeed.com.bh

5- gulftalent.com

6- وظفني البحرين

عقد عمل في البحرين

العقود عادة تشمل:

1- الراتب الأساسي

2- المزايا (السكن/النقل/التأمين الطبي)

3- عدد ساعات العمل (عادة 8 ساعات/يوميًا)

4- شروط الإجازات والإنهاء

ويُنصح بتوثيق العقد لدى وزارة العمل أو عبر السفارة قبل السفر، والتأكد من وجود كفيل قانوني مع تصريح عمل ساري.

الأسئلة الشائعة 

1. هل يحتاج العمل عن بعد في البحرين إلى تصريح من وزارة العمل؟

نعم، في بعض الحالات، خاصة إذا كان العمل مرتبطًا بشركات محلية أو يتطلب إقامة نظامية داخل المملكة. أما الأعمال الحرة عن بُعد مع جهات خارج البحرين فلا تحتاج لتصريح مباشر لكن يُشترط عدم مخالفة قوانين الإقامة.

2. ما هي أفضل الشركات التي توفر فرص عمل عن بعد في البحرين؟

تشمل أبرزها: زين للاتصالات، STC البحرين، بنك البحرين الإسلامي، تمكين، وبعض الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والتعليم الرقمي.

3. هل يمكن تحويل العمل المؤقت عن بعد إلى عقد دائم في البحرين؟

نعم، بعض الشركات تمنح فرصة التحويل من عقد مؤقت إلى دائم حسب أداء الموظف واحتياجات المؤسسة، وغالبًا ما يُمنح ذلك بعد فترة تجريبية تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر.

4. هل توفر البحرين دورات تدريبية للتمكن من العمل عن بعد؟

نعم، تُقدّم هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، ومبادرة "تمكين"، برامج تدريبية للعاملين في القطاعين العام والخاص لتطوير مهارات العمل الرقمي والإنتاجية عن بُعد.

 

في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية وتبدل المعادلات الجيوسياسية، جاء قرار "البحرين العمل عن بعد" بنسبة 70% ليعكس روح الاستجابة السريعة والقيادة الحصيفة. فلم يكن القرار مجرد رد فعل، بل كان انعكاسًا لفكر إداري واعٍ يتجه نحو تحقيق استدامة العمل الحكومي والتعليم في أحلك الظروف.

ولعلّ نجاح هذه التجربة يدفع باتجاه اعتماد سياسات دائمة للعمل الهجين، وتطوير البنى الرقمية، وبناء القدرات البشرية لمواكبة التحولات المقبلة. وبينما لا يزال العالم يشهد تغيرات سريعة، تثبت البحرين مجددًا أنها قادرة على التكيف، والمضي قدمًا نحو نموذج حكومي أكثر كفاءة ومرونة واستدامة.

الرئيسية | من نحن | تواصل معنا | اتفاقية الاستخدام | سياسة الخصوصية